الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث نهج الكوميسيون بالعاصمة: عندما ترفع الدولة الراية البيضاء!

نشر في  07 أكتوبر 2015  (11:26)

في الوقت الذي تشهد فيه بعض الولايات تحركات عديدة من أجل مقاومة ظاهرة الانتصاب الفوضوي والتصدي لمظاهر التلوث البيئي الذي ينجر عن الأوساخ المتراكمة في كل مكان، يبدو أن رياح هذه الثورة التي تشهدها مختلف الولايات ولنا في ولاية أريانة مثال، لم تطل بعد نسماتها ولاية تونس رغم كونها مطالبة بأن تكون نموذجا يحتذى به .
وهنا نذكر بأن بلدية أريانة قررت ازالة الاكشاك العشوائية والتي بلغت نحو 147 كشكا عشوائيا وسط تعزيزات أمنية هامة وقد تم خلال هذه العملية رفع اطنان من المواد الحديدية والبلاستيكية والاسلاك والخيام التى كانت تشكل اكشاكا عشوائية لاكثر من 400 تاجر عشوائي لبيع الخضر والغلال وغيرها من المواد الاستهلاكية والملابس الجاهزة في عاصمة الورود التي استعادت تدريجيا نضارتها..

منطلق حديثنا هو ما لمسناه من مخالفات خطيرة يرتكبها بعض التجار بمنطقة باب بحر وباب الجزيرة حيث برز للعيان في الأنهج الفارغة والمحلات المغلقة لنهج الكوميسيون بالذات إستحواذ تجار على الأزقة والأنهج دون رقيب أو حسيب، فهذا التاجر يستولي على زنقة كاملة ليجعلها متجرا بعد أن ركّب بابا وسقفا للزنقة، في حين إستولى تاجر ثان بنفس النهج على جزء لا بأس به من  نهج فرعي ليجعله ملحقا يخزن فيه البضائع، هذا بالإضافة للإستيلاء اليومي لكل المحلات على الأرصفة طوال أنهج الكوميسيون وبومنديل والجزيرة وإستعمالها لعرض البضائع بما يتسبب في إختناق مروري للمترجلين والعربات منذ سنوات دون أن تتدخل السلط العمومية على تنوع أجهزتها بل على العكس من ذلك تماما حيث قامت إحدى الإدارات العمومية التابعة للمعهد الوطني للإحصاء مؤخرا بالغلق النهائي للمبنى الراجع لها بنهج الكوميسيون عبر بناء حائط إسمنتي وسدّ منفذه لمنع دخول الغرباء إليه بعد أن إضطرت في السابق إلى مغادرته  بعد تعطل سير العمل به بسبب الإزدحام الذي يتسبب به التجار و *النصابة* والباعة المتجولون، اضافة الى إستحالة أداء الخدمات المنوطة بعهدتها لترفع في الأخير الراية البيضاء أمام إستفحال الفوضى والعجز عن مواجهة الوضع السائد منذ سنوات.
العاصمة هي وجه تونس وقبلة السياح لكن ما نشاهده من انتصاب فوضوي وأوساخ متراكمة على امتداد «الباساج» وباب بحر وحتى شارع الحبيب بورقيبة يجعلنا نطالب بوقفة تأمل وبمساءلة كل مسؤول سواء والي تونس او بلدية تونس التي بان بالكاشف انها تعتمد سياسة «شاهد ما شافش حاجة»..وأن الدولة رفعت الراية البيضاء..

سناء الماجري